عتاب النفس ولومها
ماذا يعني أن نفشل؟!
ما الخطأ في الفشل؟!
ماذا يعني أن نخطئ؟!
ما الخطأ في الخطأ؟!
جميعنا نفشل ونخطئ في مرحلة ما من حياتنا
وقد تكون أخطاء كثيرة ومكرره..
لا بأس يا صديقتي ويا صديقي
حديث على لسان رسولنا الكريم:
(كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ)
لا بأس بأن نخطئ
فالخطأ أحد طُرق التعلم، والتطور، والتقدم، والإدراك..
كيف سيتطور وعيك وإدراكك إن لم تخطئ!
أي خطأ في الحياة هو بمثابة خطوة للأمام
أي خطأ في الحياة هو درس لأرواحنا
أي خطأ في الحياة هو موجه لنا ويخبرنا بأن هناك طرق أخرى للتعلم والاكتشاف.. يخبرنا بأن هناك فُرص جمّا
أي خطأ في الحياة ما هو إلا امتلاء لرصيد خبراتك وتجاربك.
لكن يا للأسف..
قد يقف الكثير منّا على هذه الأخطاء.
تقف حياته ويومه وساعاته ودقائقه ولحظاته على أخطائه
ويبدأ في لومٍ وعتاب وتأنيب هذه النفس بشكل مستمر..
وقد يقف البعض الآخر على ما هو أدهى وأمرّ
يقف على تقييم غيره له.. ويستقبل عتابهم ولومهم على خطأ في حق نفسه..
يا صديقي ويا صديقتي
قد يضعك المجتمع والمحيط في صورة معينة بشكل معين في صندوق معين.. حتى أنه لا يمكن الخروج منه..
وعند فعلك لأي أمر خارج هذا الصندوق
عندها يُشعرك المحيط بالذنب وتوجيه اللوم والعتاب لك.. وبصورة جماعيه في بعض الأحيان تجعلُك تشُكُ في نفسك وفعلك وحجمه!! ومقدار اللؤم عليه!!
يا صديقي ويا صديقتي لا يُهِمُ ما مضى.. فقد مضى بكل ما فيه وما يحتويه
المهم الآن..
(تقبل كل ما حدث بوعي، ونحتوي أنفسنا، وندرك بأنه لا يمكننا تغير ما حدث، ولكن نستطيع فعل ما هو أفضل وأجمل في أيامنا القادمة
اسمح لنفسك بأن
تجرب،
تتزكى،
تتطور،
تنمو،
تتنور،
بأن تتعلم، وإن كان التعلم عن طريق ارتكاب الاخطاء.
جميعنا هنا لنتعلم
جميعنا هنا لنجرب
اقوى وأفضل تعليم وأجمله شعوراً هو عن طريق تجاربنا..
قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(613) آل عمران
هذه الآية طمأنينة للنفس (جرب واعمل، حتى لو أخطأت)
والأهم من الخطأ
هو إدراكك لهذا الخطأ والوعيُ به
وفتح صفحة جديدة مع نفسك وذاتك
استفد من ما مضى، ولا تُطِلْ الوقوف عليه، بل خِض تجاربك وانطلق بالوعي من جديد.