في أحد المشاهد التمثيلية من برنامج (البلاتوه)
يقوم الممثل (أحمد أمين) بدور مدير الموارد البشرية
الذي يستمع بخبث و دهاء لمطالبة أحد الموظفين له بالعلاوة السنوية
فيحاول أحمد إخضاع الموظف مستخدماً (العلاج بالصدمة)
من خلال استعراض الخسائر التي مُنيت الشركة بها
والتي تستلزم تسريح عدد من الموظفين
وأنه بمطالبته بالعلاوة يمثل الأنانية المطلقة و التي سيحرص (أحمد) على تسريبها لزملاء الموظف لينبذوه ويتجنبوه
والنتيجة كانت رضوخ الموظف والاكتفاء بالراتب.
إن فكرة(العلاج بالصدمة)،والتي ارتبطت كثيراً في القرارات المتعلقة بالسياسة والاقتصاد في العالم،،تظهر جليةً داخل نسيج المجتمع في وقتنا الراهن ولكن اسمحوا لي أن أؤكد على معنى(العلاج بالصدمة) ليسهل عليكم مشاهدته فــ (هو وضعك في موقف يجبرك على قبول مالا تقبله في الوضع الطبيعي ) ،،
و الآن انظروا حولكم أو في حياتكم ، ستجدون تلك المرأة الخاضعة لقبول خيانة زوجها خوفاً من فقدانها لرفاهية المال أو جاه زوجها ومكانته أو شماتة الأُخريات بها ، قبول شخص ما للاستمرار في صداقات مزيفة خوفاً من البقاء وحيداً، الموافقة على أمور تتنافى مع المبادىء الفطرية لكي لاتكون منبوذاً أو شاذاً عن المجتمع مثل التعامل مع (المثلية الجنسية) كحرية شخصية .
و قس على ذلك أي أمر لا يمكنك قبوله في (الوضع الطبيعي) لشخصيتك ومكانتك وامتيازاتك ويتضمن سلبك حرية القرار فيه ويكون ذلك في الاحتياجات الأساسية للإنسان مثل: البقاء ، تكوين الأسرة ،الأمان، الانتماء، الولاء ، الحب ، التغيير ، استقلال الشخصية .
مها قطنان
