عنوان مقالي يا أصدقائي هو نص واضح من كتاب(كيف تمسك بزمام القوة) للمؤلف روبرت غرين،
وسأشارككم هنا تجربة شخصية لما فعلته بنفسي في السنوات الماضية وكان له ضرر كبير على حياتي في شتى المجالات،حيث كنت من باب المساهمة في تبسيط حياة الآخرين و أنني مررت بما يشبه مايمرون به أشاركهم تجاربي الشخصية مع بعض التحفظ لأساعدهم في فهم آلية الخروج من بعض المآزق والتي نشترك فيها كمجتمع عربي وليس سعودي فقط.
لكني و بعد أن تعلمت من حجم مالحق بي من أضرار وبعد أن تبنيت هذا القانون (يعيش جيداً من يُخفي نفسه جيداً) وأصبح لدي سلوكيات جديدة وعادات مختلفة بدرجة كبيرة عمًا كنت عليه فيما مضى كانت النتيجة انعكاس ذلك علي بالإيجاب.
ولعلي في هذه المقالة أُعيد إحياء مقال قصير سابق كتبته قبل سنتين بعنوان (الحربايه) والذي تحدثت فيه عن مشهد من مسلسل يحمل نفس الاسم من بطولة (هيفاء وهبي) عن فتاة بريئة تعمل كخادمة في المنازل وتحلم بحياة مليئة بالحب والسلام مع حبيبها ولكن ذلك كله ينهار في غمضة عين فتفر هاربة بدون وجهة لترمي همومها على شواطئ النيل ..
فيصادفها رجل عجوز يقتحم حزنها وصمتها ويهديها حكمة الحياة من خلال كيس من الكرتون يحمل بداخله حرباء صغيرة لتُدرك هيفاء أنه يجب عليها أن تكون(حرباية)لتتمكن من المضي قُدماً في الحياة..
و بعيداً عن المثاليات والتنظير،فجميعنا نتعامل بسلوك الحرباية في مواقف الحياة،،إما سلوكها الطيب(الحماية)،،أو(الخداع)،،فنحن بطريقة أو بأُخرى في ضرورة لمخالطة الناس بخلفياتهم المنوعة مابين خبيث القلب ومابين الأحمق والساذج والذكي والمتعالي والضعيف والمتغطرس..الخ،حقيقة لايمكن تجاهلها،لذا فإن عليك أن تكون ذا دهاء لتتمكن من الجمع بين سلوك الحرباء وبين بيت الشعر التالي:
مادُمتَ حَيَّاً فَدَارِ اَلْنَّاسَ كُلُّهُمُ
فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي دَارِ اَلْمُدَارَاةِ
مَنْ يَدْرِ دَارَى وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ يُرَى
عَمَّا قَلِيْلٍ نَدِيمَاً لِلنَّدَامَاتِ
ومهما اتخذ سلوك الحرباء من مسميات منمقة حالياً فهو أمر يدعونا للتزود بأدوات فكرية تعيننا إن كانت أعمالنا تتطلب منا مواجهة عدد لانهائي من الناس ..
مها قطنان