( ملخص كتاب فضولي )
لماذا؟كيف؟ماذا؟
وغيرها الكثير من التساؤلات التي تعد بمثابة مصادر لمعرفة البشر
هذه محاور الملخص:
ان الفضول اساس لكسب المعرفة
علاقة الفضول بالشخصيات النّاجحة
ما هي انماط الفضول المختلفة؟
هل الفضول صفة مكتسبة أم فطرية؟
عندما نكبر نصل إلى مرحلة نفقد فيها تلك الغريزة التي تجتذبنا للاكتشاف وحب الفضول، فلا نعود كسابق عهدنا متأملين وشغوفين، فنتوقف عن التفوّه بالجمل التي تنطوي على الأسئلة او التعجب، ونشارك في الحوارات المختلفة دون أن يثار اهتمامنا، ودون إبداء آراء جديدة او حتى افكار خلاقة.
وللأسف ذلك يؤثّر على علاقاتنا مع الآخرين؛ فمن منا يريد مصادقة شخص روتيني ممل؟
لكن لحسن الحظ، جميعنا قادرون على التّغيير والوصول إلى مرادنا بخطوات بسيطة فعالة، وتبدأ أولى هذه الخطوات بالفضول الذي ستجد تفاصيل سحره في هذه السطور.
الفضول حكر على الاذكياء
لماذا قد تدفعنا بعض الأشياء للتساؤل، بينما اخرى لا تحرّك لنا جفنا؟
ببساطة لأن الأمر الجلي والمفهوم لا يدفعنا للتفكير ومعرفة ما يدور حوله، على عكس الأحداث الغامضة المليئة باللّبس؛ والتي نستمر في ملاحقة تفاصيلها لتفسير ما نجهله حولها.
تماما كملاحقة المحقق لتفاصيل جريمة غامضة يجهل فاعلها، فيبقى ذلك المحقق يبحث عن الأدلة ويتقفى الآثار التي ستوصله للمجرم، فهو لا يهدر جهده بالفضول الذي يحثه على القيام بذلك، وكلما زادت صعوبة الأمر؛ ازداد معها الفضول في سبيل كشف المجهول والحصول على المعرفة.
مثلا ستجد أن جميع ما توصل إليه المخترعون كان دافعه ذلك الفضول الذي أدى لاكتشافاتهم اللاحقة، فحب الاطلاع والمعرفة يزيل العقبات ويمنح الثقة والتقدير، في حين أن الاكتفاء بالفرضيات والتخمين يؤدي إلى طريق مسدود، فلا تفتح الآفاق أمامنا إلا بإيجاد الحقائق التي تتيح التطور والتفوق.
فالذكي فضولي، على عكس من يعتمد على ما توصل إليه غيره.
عالم النفس جورج لوينستين؛ الفضول نتيجة البيانات الناقصة والجهل في إدراك الأمور أو حل الألغاز، الأمر الذي يجعلنا لا نتوانى عن التتبع للوصول إلى ما ينقصنا لسد الفجوات التي نفكر بها بغية الحصول على الصورة الأكبر للأمور من حولنا، وبالتالي سنصبح اكثر إدراكًا ووعيًا في حياتنا نمتلك شخصية فضولية ناجحة تثير فضول الناس من حولها أيضا.
فما علاقة الشخصيات الناجحة بالفضول؟
الشخص الناجح يثير الاهتمام:
برأيك، من هي الشخصيات التي يمكن لها أن تشد انتباهك أثناء حديثها؟ ما هو أسلوب هذه الشخصيات في سرد ما تقوله لك؟
بالتأكيد ستفضل من قد يثير فضولك لمعرفة المزيد والمزيد من تفاصيل ما يسرده لك، لكن بشكل مختصر مفيد؛ فالاختصار يجلب الاهتمام، والإطالة تصيب الآخرين بالملل، كما أننا جميعاً ودائمًا ما نبحث عن عنصر التشويق الذي يجلب معه بشكل تلقائي الفضول للمعرفة والاطلاع.
مثال؟ اسلوب روايتي.
تماما كالكتب الأكثر مبيعًا التي تشعر القارئ بالحماسة على نحو يدفعه بالاستمرار بقلب صفحاتها واحدة تلو الأخرى إلى أن يصل إلى الخاتمة، فكل طية تضج بزخم من المعلومات المشوّقة التي تثير التّساؤل والتخيّل ليتملك قارئها الفضول شيئًا فشيئًا.
يتولد الفضول جرّاء معرفة تفاصيل صغيرة لا تكفي لفك حبكة الأحداث في عقلنا، فيصيبنا هاجس التيقظ والتدقيق لندرك ما ينقصنا، فالفضول يبدأ من القليل ويستمر إلى أن نصل إلى الرؤية الأوضح بالنسبة إلينا.
انماط الفضولية عند البشر:
الفضول هو ما أوصل الإنسان إلى القمر، فمنظر القمر الساحر في رحب السماء السوداء دفع الإنسان للتفكير بكيفيّة الهبوط عليه.
كما أن الفضول هو ما يبقينا لساعات متأخرة ونحن ننظر بعين ثاقبة في شاشة الهاتف المحمول، متأملين صفحات الإنترنت، نراقب نشاط الآخرين، ونتابع مختلف الأخبار والأحداث.
ينقسم الفضول إلى نمطين أساسيين؛
1- الفضول المختلط أو العشوائي، ويمتاز الفضول العشوائي باختلاط المشاعر فيه؛ فالأفراد الذين يتملكهم مثل هذا الفضول هم اندفاعيّون تغلب عليهم السطحيّة، فيلتفتون لعناوين الأمور دون الغوص في أعماقها، أو تدبّر الوارد فيها من معلومات سواء المقروءة أو المسموعة، فهو نمط لا يقاوم بل يشتت التركيز والانتباه والأشخاص الّذين يقعون ضحيته يتصفون بالعبثية بعيدا عن أية أهداف واضحة، هدفهم يتلخص بالمتعة فقط كأولئك الذين يدمنون تصفح روابط صفحات الإنترنت المختلفة؛ من صور وفيديوهات، حتى تستهلك معظم أوقاتهم في توافه الأمور.
2- الفضول المعرفي، فهو فضول تحثنا عليه رغبتنا للترود بكل طارئ وجديد، حيث يدعنا نفكر بعمق ونعمل بجهد كي نبقي على شعلته متقدة فذلك النمط الفضولي يتولد جراء قرار واع يتطلب الجهد والتركيز والانضباط الذاتي.
إن العلماء والفنانين هم الأكثر توقًا لمثل ذلك الفضول
لكن على جميع الأحوال؛
جميعنا يحتاج لكلا النمطين في سبيل التعلم؛ فالفضول المختلط هو حجر الأساس الّذي تبنى عليه الأفكار دون إجراء أي دراسة أو استبيان، ليأتي بعد ذلك دور الفضول المعرفي في اقتباس المعلومات وتحليلها، فالانبهار يعقبه التشتيت، ثم يليه التركيز وإعمال العقل لإدراك الهدف.
وفي هذا السياق لا بد من أنك تتساءل عما إذا كان الفضول صفة مكتسبة أم فطرية، ما هي الإجابة من وجهة نظرك؟
ننمو وينمو الفضول فينا؛ بطبيعة الحال، إن الأطفال عامة فضوليون، والفضول منهاجهم الحياتي، كما يتميزون بكثرة أسئلتهم التي تصنف على انها أسئلة إدراكية هدفها حب المعرفة والاستطلاع.
وبالمقابل، كلما كبرنا؛ كلما سيطر اليأس علينا، فنتقيد بالأفكار المسلم بها دون أدنى سعي للاجتهاد واكتشاف كل ما هو جديد، فنظن أن معرفتنا مشبعة لا تتسع للمزيد من المعارف؛ فلا نلقي بالا لأي وارد ولا تأتي ألسنتنا بذكر أي أسئلة كانت. لكن علينا إدراك حقيقة أن تلك المعارف المتراكمة التي خزنتها أدمغتنا لا تنفع سوى في الأمور الاعتيادية والتلقائية؛ قس على ذلك انتباهك اللحظي لإشارات المرور والتحذيرات على الطرق التي اعتدت عليها أثناء قيادتك للسيارة، فأصبحت تلتفت إليها بنظرة خاطفة دون تفكيرٍ أو تمحيص بها، إذ أن ذلك تمامًا ما سيحدث معك لجميع ما تألفه من معلومات ومعارف في حياتك، ستشعر بروتينها المعتاد الذي لا يتطور ولا يستحدث، وتبقى محصورًا بالتفكير بما تعلمه بعيدا عما يسمى بالابتكار والإبداع، فلا تعود قادرًا على التخيل أو إتقان مهارات جديدة.
تستدعي الألغاز الفضول فينا؛ فعند مواجهة أحداث طارئة؛ فإن غريزتنا هي التي تتحكم بنا، لنتعامل مع ذلك الحدث على انه لغز يستوجب منا إيجاد حل سريع له بدافع الفضول؛ لذا نقوم بجمع المعلومات لنبدأ التفكير بحدّة، ويتحوّل اهتمامنا بإيجاد الحل إلى شغف يجبرنا على المحاولة مهما فشلنا.
دائرة الفضول أشبه بألعاب الفيديو حيث تتضمن اللعبة مستويات عديدة، عند إنهاء مستوى معين ننتقل إلى مستوى آخر، ونكتسب معه امتيازات جديدة لم تتوفر في المستوى السابق وهكذا، فالفضول هو الذي يجرنا وراء الحماس لنعيد الكرة كلما فشلنا في الأداء، حيث نكون في حالة تأهب تستمر لأن نصل للنهاية، وإذا وصلنا لنهاية شيء ما، فإننا نجدد ذلك الفضول بابتداء أمر آخر؛ لما يجلبه من حس مسلي لاكتشاف كل ما هو غير مألوف وغامض، فالفضول لحل الألغاز يكشف الأسرار، وكلّما زادت معرفتنا للأسرار التي من حولنا؛ توسع نطاق تفكيرنا وثقافتنا.
انتهى الملخص واعتذر على الإطاله.