كنت قد اخترتك لأنك شاب مليء بالطموح ولديك الخبرة التي أتوقع أنها كافيه لتجعل منك مديراً يحقق لنا الأهداف ويطور لنا الأعمال...
هكذا ختم المدير العام للشركة مقابلته مع أحد المرشحين لشغل منصب مدير إحدى الأقسام لتفجر هذه العبارات الطاقات الكامنة والخبرات العملية والأفكار التطويريه لهذا الشخص الذي يدعى عمر، وليبني أول إنطباع مهني مميز عن رأس الهرم الإداري في الشركة ويعممه على جميع المدراء بالتأكيد.
لكن وبعد إندماج عمر في العمل بدأت الصورة تتغير لأسباب عديدة منها:
1. لم يتلق عمر التدريب الكافي والمتعلق بأنظمة العمل الخاصة بقسمه بشكل مباشر.
2. لم يجد إجراءات للعمل وأنظمة وسياسات محدثة وشاملة مما أدى إلى مايلي في الشركة:
- عدم تحقيق العدالة والشفافية في التعامل مع الموظفين.
- عدم توضيح وتحديد الخطوات العملية والتنفيذية التي يتوجب على الموظفين في الشركة اتباعها في مايخص جيع أعمال الشركة.
- وجود ظاهرة الاستثناءات والاجتهادات والتفسيرات المتعددة والمتضاربة بين الموظفين والاجتهادات الشخصية المتضاربة.
3. لم يعرف عمر صلاحياته الممنوحة له وإنما أصبح يتعرف عليها بالسؤال المستمر عندما يواجه أمر يحتاج لقرار.
4. لم يعرف عمر مؤشرات قياس الأداء الخاصة به والتي من خلالها يمكن الحكم بشكل مهني على أن عمر قد حقق الأهداف المطلوبة منه كمدير للدائرة التي يديرها ويستحق الاستمرار في العمل أم لا.
5. التجاوزات المستمرة للتسلسل الإداري.
6. التحفيز يكاد يكون شبه معدوم.
7. تدخل أصحاب المناصب الإدارية في تفاصيل العمل بشكل مستمر .
8. إنتقاد الموظفين من قبل أصحاب المناصب الإدارية وانتقاد بعضهم البعض أمام الموظفين الأقل منهم مستوى إداري دون أن يكون هذا النقد للشخص المعني مباشرة وإنما " من وراء ظهره " وأمامه كأن شيء لم يكن بل قد يُمدح من نفس الشخص.
9. العمل المستمر تحت الطوارئ دون وجود تخطيط حتى لو لجدول أعمال اليوم لمعظم الإدارات والموظفين.
إن هذه الأسباب كفيلة أن تحبط الموظف المتميز ليؤثر سلباً على انتاجيته وقد يصل به الحال إلى ترك العمل وبالتالي تكون الشركة قد خسرت موظفاً ذو كفاءة عالية
نتيجة لهذه الممارسات الإدارية الخاطئة.
لو كنت مكان المدير عمر ماذا كنت ستفعل....ولماذا؟
1. ستقدم استقالتك من الشركة لتحافظ على سمعتك وخبرتك
المهنية؟
2. تتكيف مع الواقع وتسير مع التيار؟
3. تبدأ التغيير حتى لو كان الأمر مخالف لقرارات مدرائك ويصل إلى مناكفات مستمرة ؟
4. تتواصل مع مجلس الإدارة أو السلطة الإدارية العليا في الشركة على الرغم أنك تعلم أنه تجاوز للتسلسل الإداري؟
