تجلب لنا الأقدار اناساً اعتقدنا بانهم مصدر السعادة والفرح في حياتنا. ولكن سرعان ما يأتي اليوم الذي يقرر فيه الرحيل اما بكامل رغبته او لظروف خارجه عنه وبغض النظر عن سبب الفراق الجرح الذي يتركه الفقد مؤلم وعميق ويحتاج الى وقت طويل الى ان يصل الى الشفاء التام. ولكن يا عزيزي القارىء فقط الأشخاص ذوي المرونة النفسية العاليه هم من تلتام جروحهم في وقت اسرع من غيرهم . دعني افسر لك في البدايه مفهوم المرونة النفسية التي تعرف بانها قدرة الفرد على التأقلم بشكل جيد مع التغيير والصدمات والأزمات والتهديدات ومصادر القلق، ومثال على ذلك العائلة ومشاكل العلاقات والمشاكل الصحية ومشاكل العمل والأزمات المالية، والمرونة ليست مهارة يملكها البعض والبعض الآخر لا بل هي مهارة مكتسبة عبر الأفكار والسلوكيات الايجابية، ولا تعني المرونة النفسية أن الشخص لا يمر بالمشاعر التي ترافق المواقف الصعبة بل يمر بها مثل غيره ولكن يجيد التأقلم معها وتخطيها بالشكل الصحيح.
اسمحوا لي ان اشرح لكم اعراض الحزن والكابه وهي كالاتي :
· شعور بالحزن.
· توتر وإحباط حتّى من الأمور البسيطة والصغيرة.
· فقدان الاهتمام أو المتعة بالنشاطات اليومية.
· انخفاض الرغبة الجنسية.
· أرق أو نوم لساعات طويلة.
· تغيرات في الشهية: غالباً ما يسبب الاكتئاب تراجعاً بالشهية وفقداناً في الوزن، ولكن عند بعض الناس قد يسبب رغبة شديدة بتناول الطعام وبالتالي زيادة في الوزن.
· عدم القدرة على المحافظة على الهدوء والثبات في مكان واحد.
· نوبات من الغضب.
· بطء في التفكير، الكلام، أو حركات الجسم.
· تعب وفقدان للطاقة، حتّى أنّ المهام الصغيرة قد تبدو كما لو أنّها تحتاج الكثير من الجهد.
· تشتت الأفكار وعدم القدرة على التركيز.
· شعور بالذنب عندما لا تسير الأمور على ما يرام وتحقير الذات.
· صعوبة في اتّخاذ القرارات والتذكّر.
· أفكار متكررة مرتبطة بالموت أو الانتحار.
· نوبات من البكاء من دون سبب واضح.
· مشاكل جسدية غير مبررة كآلام في الظهر أو صداع
وكمختصه في هذا المجال النفسي يمكنني ان اخبرك بانه يمكن تجنب شعور الكابه والوصول الى المرونة النفسية اذا ادركت فعلا ان الصدمه تمر بمراحل التي سوف اوضحها في السطور التالية وهذه المراحل يجب عليك عزيزي القارىء وضعها امام عينيك خلال الصدمات لتتعرف في أي مرحله انت وبذلك تتطمئن بان ما تشعر به مجرد مرحله من مراحل الحزن:
المرحلة الأولى: الإِنكار -- "أنا بخير"، "لا يمكن أن يحدث هذا، ليس لي.": الإنكار عادة ما يكون مجرد دفاع مؤقت للفرد. هذا الشعور عامة يُستبدل بالوعي الشديد بالمواقف والأفراد التي سَتُترك بعد الموت.
المرحلة الثانية: الغضب -- "لِمَ أنا؟ هذا ليس عدلًا"، "كيف يحدث هذا لي؟"، "من المَلُومُ على ذلك؟": ما أن يدخل الفرد المرحلة الثانية حتى يدرك أن الإنكار لا يمكن أن يستمر، بسبب الغضب الذي ينتاب الفرد يصبح من الصعب جداً رعايته لما يكنه من مشاعر ثورة وحسد.
المرحلة الثالثة: المساومة -- "فقط دعني أعيش لرؤية أطفالي يكبرون."، "سأفعل أي شيء من أجل أن تعود لي": المرحلة الثالثة تحتوي على الأمل بأن الفرد يمكنه فعل أي شيء لتأجيل الموت أو الفقد. عادة ما تتم المفاوضة مع قوى عليا (الإله مثلاً).
المرحلة الرابعة: الاكتئاب -- "سأموت على أي حال، ما الفائدة من اي شيء سأفعله؟"، "لقد رحلت\رحل، لماذا أستمر بعده\بعدها؟": يبدأ الفرد في المرحلة الرابعة في فهم حتمية الموت\الفقد ولهذا يصبح المرء أكثر صمتاً ويرفض مقابلة الزوار ويمضي الكثير من الوقت في البكاء. تسمح هذا المرحلة للفرد بقطع نفسه عن الأشياء\ الأشخاص المحبوبة له. من غير المنصوح به أن تتم محاولة إبهاج الفرد الذي يمر بهذه الحالة لأنها حالة يجب أن يمر بها ويتعامل معها.
· المرحلة الاخيرة: التقبل -- "ما حدث حدث ويجب أن أكمل الطريق"، "لا فائدة من المقاومة، من الأفضل أن استعد لما سيأتي": تمد المرحلة الأخيرة الفرد بشعور من السلام والتفهم للفقد الذي حدث \القادم. عامة سيفضل الفرد في هذه المرحلة أن يُترك وحيداً، بالإضافة لذلك قد تنعدم لديه مشاعر الألم، وتعد هذه المرحلة نهاية الصراع مع الفقد.
وفي نهايه الامر يجب التخلص من المشاعر السلبية بطرق مقبوله ومناسبه حتى لا تسبب رواسب نفسيه تصل الى الاضطرابات العصابية وهناك عده طرق المتدرجة من السهوله الى الصعوبه. أولا: يجب عليك يا عزيزي ان تتقبل الحياة كما هي بكل متضاداتها الحلوة والمُرة وبجميع الوانها وفصولها وعليك ان لا تختار ان تقف عند فصل دون الاخر وخصوصا اذا كان الفصل يحمل مشاعرق سلبية وعميقه.بالاضافه الى التحدث مع شخص محبب او صديق ، كتابه المشاعر في مذكرات ، التنزه في الهواء الطلق، او البدء في ممارسة هوايه جديده وممتعه. جميعها أمور بسيطة ولكن لها تأثير في رفع مستوى الصحة النفسية وتحسين المزاج .