شؤون صغيرة

‏09 أكتوبر 2021 تطوير

مرت عشرون عاماً على ولَعي بمسلسل أمريكي اسمه

‏ Desperate Housewives

و قد استوقفني فيه حينها مشهد يحمل عنوان مقالي الآن .. وسأحدثكم قليلاً عن المشهد 

أبطال المشهد :

أم رسمية جداً في كل شؤونها ، وابنها المراهق المتمرد ،

تجبر الأم ابنها على دخول أحد المعسكرات المخصصة لتعديل سلوك المراهقين

تدخل غرفته وتبدأ بتجهيز مايلزم من ملابس لهذا المعسكر وفي الجهة المقابلة يرمقها ابنها المراهق بتلك النظرات الغاضبة موجهاً لها هذه العبارة :

إنك حتى لاتعلمين ماهو لوني المفضل؟

تمضي أحداث المسلسل بعد هذا السؤال و الأم في حالة محاسبة لنفسها كيف أنها بالفعل لاتعرف لون ابنها المفضل ؟

(انتهت الحلقة) .

لقد أثر هذا المشهد في نفسي و شردت بذهني في تأمل عميق لتصرفاتي وعدم اكتراثي بالشؤون الصغيرة لمن أحبهم إما عمداً أو عدم انتباه فعلاً .

وحتى الذين لا أحبهم ويجمعني بهم العمل فقط ، وتأملت في عمق أثر ذلك في توطيد العلاقات بطريقة سحرية .

 

وقبل أن أكتب مقالي كنت أفكر في عنوان ملائم له ، فلم أجد غير أغنية القيصر(كاظم الساهر) والتي كانت بعنوان (شؤون صغيرة) ، وسأختار منها :

 

حوادث قد لاتثير اهتمامك ،،

أُعمّر منها قصور ،،

و أحيا عليها شهور ،،

و أغزل منها حكايا كثيرة،،

وألف سماء و ألف جزيرة،،

 

وبعد رحلة التأمل في سلوكياتي وسلوكيات الناس من حولي ،، أصبحت أختار من شؤونهم مايدغدغ قلوبهم ومشاعرهم ويوطد علاقتي بهم وخاصة المقربين مني جداً ، ثم توسعت في ذلك إلى إطار العلاقات بعامة الناس ولكن بحذر ، ولا أستثني من ذلك مجال عملي .

 

فخلصت إلى أن نتيجة ذلك مُذهلة بالفعل وتتفوق على سحر الكلمات اللطيفة الناعمة ، فقد وجدت بأنَّ ذلك الالتفات البسيط للشؤون الصغيرة لشخص ما ، يشبه حرفياً هطول الأمطار الغزيرة على الصحاري المقفرة .

 

مها قطنان

هل أنت كاتب محتوى ؟

أطلق مدونتك مجاناً على عصارة

سجّل الآن

كيف انشئ حساب في أكاديمية عٌصارة

خطوات انشاء الحساب